Uncategorized

‎⁨حُسنى تفرغ حقيبتها⁩

لم تكن حُسنى تحب بدايات العام.

في كل مرة، تشعر أن العالم يستيقظ فجأة متحمّسًا أكثر من اللازم، يلوّح بقوائم طويلة، ووعودٍ أكبر من الأيام نفسها.

أما هي، فكانت تستيقظ فقط… متعبة.

جلست على الأريكة الرمادية الباهتة، وحقيبة يدها أمامها.

تلك التي تحملها كل يوم، دون أن تتذكّر متى صارت ثقيلة إلى هذا الحد.

فتحتها، وأخرجت الأشياء واحدةً واحدة: إيصالًا قديمًا، قلمًا لا يكتب، عطرًا غابت رائحته.

أشياء بلا فائدة، لكنها بقيت هناك، فقط لأنها اعتادت وجودها.

توقّفت.

نظرت إلى الحقيبة، ثم إلى حياتها.

أليس هذا ما تفعله منذ سنوات؟

تحمل ما لا تحتاجه، وتؤجّل التخلّي عنه، حتى تنحني دون أن تنتبه.

قرّرت أن هذا العام لن تضيف شيئًا.

لا هدفًا جديدًا، ولا وعدًا كبيرًا، ولا نسخةً محسّنة من نفسها.

هذا العام، ستتخفّف.

لم تكتب قائمة أمنيات.

كتبت فقط: أشياء لن تحملها حسنى معها بعد الآن.

ذلك الفستان الذي ينتظر “يومًا ما”.

الصمت الذي تبتلعه كي لا تُتعب أحدًا.

والاعتقاد بأنها يجب أن تكون أقوى دائمًا، وأهدأ دائمًا، وممتنّة… مهما أثقلها الحمل.

أغلقت الحقيبة بعد أن أفرغتها مما لا يلزم.

وقفت أمام المرآة.

لم يتغيّر شكلها؛ لم تصبح أخفّ وزنًا، ولا أكثر إشراقًا.

لكنها شعرت بشيء مختلف،

كما لو أن كتفيها تذكّرا وضعهما الطبيعي.

ابتسمت.

وفهمت أن التخفّف، أحيانًا،

هو القرار الأكثر شجاعة.